في مسيرة الحياة المترامية الأطراف تعترض السائرين مجموعة من
العوائق، ولعلّ من أقساها استبطاء النجاح أو استطالة الطريق.
لقد اتفقنا أنّ التفاؤل يصنع النجاح، لكن ماذا عن النجاح أيصنع التفاؤل أم هي ترّهات تغنّى بها الكتّاب ومدربو المهارات؟
حقاً النجاح يصنع التفاؤل، من الناس من يتملّكه الإحباط زمناً، وما أن ينجح في أيّ شيء إلا ونراه يسعى جاهداً لتحقيق نجاح آخر، ففترة الركود السابقة في الحياة ما كانت إلاّ لأنّه لم يجرّب طعم النجاح، ولأنه ظنّ أنّه هامشيّ لا يصلح، فلمّا ذاق الطعم ارتفع منسوب التفاؤل في نفسه، وأدرك أنّ النجاح ليس محصوراً على شخصيّات بعينها، بل لكلّ إنسان مجاله، ولكلّ شخص طاقات يحوّلها حسب ما تتطلّب أهدافه.
ولو فتشنا في قواميس الناجحين لما وجدنا فيها أيّ معنى لليأس، بل كلّها تنبض بالتفاؤل والطموح غير المحدود، مع أنّهم كانوا في بداياتهم عاديين، أو لنقل أنّ بعضهم لم يحقّق النجاح في بداية حياته، ولكنّ الذي اشتركوا فيه جميعاً هو التفاؤل أو نجاح عابر أحيا في دواخلهم التفاؤل.
لم تكن هذه النظرة نظرة النجاح التفاؤليّة وليدة فكر معاصر، ولكنّها دعوة جاء بها ديننا ليصنع منّا أشخاصا فاعلين متفاعلين.
قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: " لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل". قالوا: "وما الفأل؟" قال: "الكلمة الطيبة" (رواه البخاري ومسلم)

0 commentaires:
إرسال تعليق